يُعد المركز العلمي في الكويت (The Scientific Center) صرحًا حضاريًا وثقافيًا وعلميًا فريدًا، يمثل نقلة نوعية في مجال التعليم الترفيهي في منطقة الخليج العربي. بدأت فكرته بمبادرة كريمة من أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، الذي كان يترأس مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (KFAS).
التأسيس والرسالة
المؤسس: صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.
جهة التنفيذ: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
تاريخ الافتتاح: 17 أبريل 2000م.
الموقع: منطقة السالمية الساحلية، الكويت.
المساحة: يمتد على مساحة تزيد عن 80 ألف متر مربع.
تتمحور رسالة المركز حول تعزيز العلوم وترسيخ التراث الحضاري الكويتي، مع التركيز بشكل خاص على زيادة الوعي البيئي بأهمية الحياة البرية والنظم الإيكولوجية في منطقة الخليج العربي وكيفية الحفاظ عليها، وذلك كله بطريقة تفاعلية وممتعة تناسب جميع الأعمار.
🌊 الأقسام الرئيسية والمعالم الفريدة
يتألف المركز العلمي من ثلاثة مرافق رئيسية ضخمة، وهي الأولى من نوعها التي تُجمع في مركز واحد بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى متحف السفن الشراعية:
1. الأكواريوم (حوض الأحياء المائية)
يُعتبر أكواريوم الكويت الأكبر في منطقة الشرق الأوسط بعد دبي، وهو رحلة استكشافية عبر البيئات الرئيسية في الجزيرة العربية: البحر، الساحل، والصحراء.
الحوض الرئيسي: تبلغ سعته 1.5 مليون لتر ماء، ويضم أحياء المياه العميقة كالقروش واللخم، ويُتاح للزوار مشاهدة عروض الإطعام الحي.
البيئات المتنوعة: يعرض الأكواريوم أكثر من 100 نوع من الحيوانات والنباتات والأحياء البحرية المحلية والإقليمية، بما في ذلك قسم خاص لـطيور البطريق، ومنطقة تحاكي الغابات الاستوائية.
الأنفاق البلاستيكية: تسمح للزوار بالمرور تحت الماء، محاطين بالأسماك، في تجربة غامرة ومبهرة.
2. قاعة الاستكشافات (Discovery Place)
هذه القاعة هي فضاء للتعلم التفاعلي، مصممة لتحفيز الفضول وتشجيع التفكير العلمي والتجريب لدى الأطفال والشباب.
المعارض التفاعلية: تضم أكثر من 200 معرض يغطي مواضيع علمية متنوعة كالفيزياء، والرياضيات، والتكنولوجيا، والمحاكاة الآلية (الإنسان الآلي).
ورش العمل: تُقدم ورش عمل تعليمية منتظمة تغطي مجالات العلوم المختلفة، مناسبة للكبار والصغار.
التوسعة الجديدة: شملت التوسعة الحديثة معروضات متطورة جداً عن جسم الإنسان وعمليات استبدال الأعضاء والطب الحديث.
3. سينما آي ماكس (IMAX)
تُعد سينما آي ماكس في المركز العلمي من أوائل دور العرض الضخمة في المنطقة، وتتميز بـ:
الشاشة العملاقة: يبلغ ارتفاعها 15 متراً وعرضها 20 متراً، وهي من أكبر الشاشات في الشرق الأوسط.
التقنية ثلاثية الأبعاد: تُعرض الأفلام الوثائقية والتعليمية بتقنية الـ 3D، مدعومة بنظام صوتي غامر بقوة 8000 واط، لعيش تجربة المشاهدة وكأنها حقيقية.
محتوى تعليمي: تركز الأفلام على مواضيع علمية وبيئية وتاريخية باللغتين العربية والإنجليزية.
4. مرسى السفن الشراعية ومتحف التراث البحري
يحتضن هذا المرفق تاريخ الكويت البحري العريق، ويتضمن:
بوم "فتح الخير": وهو البوم الأصلي الوحيد المتبقي في الكويت من حقبة ما قبل النفط، ويعد رمزاً لعراقة صناعة السفن الكويتية.
المراكب الشراعية: مجموعة من السفن الخشبية التقليدية التي تم تصنيعها يدوياً، والتي يعود تاريخ بعضها لأكثر من قرن، وتشهد على الدور التجاري الهام للكويت عبر البحار.
🎨 الهندسة المعمارية والتراث الكويتي
المركز العلمي هو تحفة معمارية تدمج بين الحداثة والتراث الكويتي والإسلامي. وقد تجلت هذه اللمسة التراثية في عدة عناصر تصميمية:
التصميم الخارجي: اتُخذ اللون من المباني الطينية الكويتية القديمة، وتوجد أشرعة ضخمة خارج المبنى ترمز إلى علاقة الكويت الأزلية بالبحر.
الزخارف الداخلية: تم استخدام فن السدو (الحياكة الكويتية التقليدية) بزخارفه المميزة بالألوان الأحمر والأبيض والأسود في الأرضيات والجدران، مما يربط الزائر بالبيئة البرية الكويتية التقليدية.
الممرات والأروقة: تصميم الممرات الطويلة يذكر بـالصحراء الكويتية، مما يعكس البيئات الثلاث التي يتناولها المركز (البحر والساحل والصحراء).
💡 الأهمية التربوية والثقافية
لا يقتصر دور المركز العلمي على الترفيه، بل يتجاوزه ليكون مؤسسة تعليمية وثقافية رائدة تخدم المجتمع:
نشر الثقافة العلمية: يساهم المركز بفاعلية في رفع الوعي العلمي لجميع فئات المجتمع، مقدماً العلوم بطريقة مسلية ومبسطة.
جذب سياحي: يُعد المركز أحد أهم نقاط الجذب السياحي في الكويت، ويستقطب مئات الآلاف من الزوار سنوياً، لكونه وجهة مثالية للعائلات والمدارس.
الحفاظ على البيئة: من خلال معروضاته المتخصصة، يلهم المركز الالتزام بالحفاظ على البيئة البحرية والبرية في الخليج العربي.
تعزيز الابتكار: تشجع قاعة الاستكشافات على التجريب والابتكار، مما يساهم في بناء جيل جديد مهتم بالعلوم والتكنولوجيا.
إن المركز العلمي يمثل رؤية حكيمة لمستقبل الكويت، حيث يتم تزاوج التراث مع أحدث التقنيات العلمية، ليصبح جسراً معرفياً يربط الأجيال بتاريخهم ويفتح لهم آفاق المستقبل.